Wednesday, October 10, 2018

نبيل صالح، أنت متّهم


ليس بإمكان أي سوري عاقل وواع إلا أن يضع نبيل صالح في موقع الريبة و التساؤل.

فمما لا شك فيه أنه المصدر الأساسي للآراء التي يتبناها العديد من السوريين اليوم حول المرسوم رقم ١٦. و في رسالتي له، كشفت بالتحليل المنطقي أنه أصدر أول حكم على المرسوم المذكور قبل قراءته. و آراءه التي تتخالف تماماً مع جوهر المرسوم قد أحدثت ضجة هائلة و دفعت بالكثير من السوريين إلى حالة القلق والنقمة و اليأس. لهذا ندعوه اليوم أن يقف عند مسؤوليته و ذلك بشكل يوضح موقفه مما يجري.

لقد قرع الباب، فليسمع الجواب.

المشكلة الكبرى هنا هو أن الذين يتبنون آراءه لم يقرؤو المرسوم، و يأخذون كلامه مأخذ ثقة، ومن ثم يزيد البعض الآخر بعض التوابل و البهارات انتهاءاً باستنتاجات مقلقة جداً.

ففي كل يوم أستفيق لشائعات جديدة. و في صباح اليوم، قال لي أحد مؤيديه أن المرسوم يعطي موظفي الأوقاف إمتيازات تعويض غلاء معيشة لا تعطى لغيرهم، و بعد التدقيق، تبين لي أن المادة المادة ٢٧ ب في الفصل السابع تقول أنه "ينمح المكلفون بالعمل الديني .... تعويض غلاء المعيشة... وفق ما هو مطبق على العاملين الخاضعين لأحكام القانون الأساسي للعاملين في الدولة".

و بعد ساعات قليلة، وصلني خبر من أحدهم أن المرسوم يعفي طلاب المدارس الشرعية من خدمة العلم.و لكني لم أجد أية مادة بالمرسوم تفيد بذلك. إن كنت مخطئاً فأروني ما فاتني.

و قبل هذا و ذك، سمعت أن المرسوم يخلق كانتونات سلفية، و أنه استسلام للأصوليين و ما شابه من تعليقات التي تتناسى العديد العديد من المواد التي تدعو لحث التعليم الديني على تحكيم العقل، نبذ الطائفية، محاربة التكفير و الوهابية و الإخوان. و من أتفه الإنتقادات التي رأيتها أن المرسوم مؤرخ بالتقومين الهجري و الميلادي.

 هل أن استعمال التقويم الهجري يعني الإستسلام للمملكة العربية السعودية؟

انتقادات عضو مجاس الشعب نبيل صالح و انتقادات مؤيديه للمرسوم رقم ١٦ تتجاهل ما فيه من الخير ودعوات للوحدة الوطنية و وضع الرقابة على رجال الدين بغية منع تكرار ما حصل، وعوض عن ذلك، فإن تلك الإنتقادات تنبش ما تريد نبشه من تفاهات و تضخمها ثم تعطيها التفسيرات المغرضة التي تناسب أجندات مريبة.

فلماذا؟ و ما هو الهدف؟

أن السيد صالح ولا شك شديد الذكاء و يعرف تماماً أن الكثير من الناس هم اليوم بحالة قلق و لكن معظمهم لا يدرون مذا يفعلون. فهل يدري نبيل صالح ما يفعل؟

بلاغته الخطابية الشعبية تثير اليوم قلق الأقليات الدينية و تضعه في موقع البطل. لا يؤاخذ مؤيدوه إذا أرادوا إستدراك الأسس للتعاطي بمرحلة ما بعد داعش. ولكن المعلومات التي وصلتهم من طرفه و أطراف مؤيديه لا تبدو و كأنها تفرق بين المرسوم رقم ١٦ و الخطاب السلفي.

و هنا نسألهم. كيف تصدرون أحكاماً على المرسوم و كأنه لسان حال الشعال و أبي تيمية؟ و لمذا يُسمح أن يُذكر إسم أي منهما في نقد و نقض المرسوم؟

الحوار شيء جيد و ضروري و كل المراسيم عرضة للتغيير و التنقيح، و لكن مزاعم نبيل صالح مبنية على الكذب و الغش و تهييج و تخويف الرأي العام و تخوين الدولة في زمن الحرب. و هاهو يخرج اليوم من جلسة النواب المصغرة كالديك المنفوش المنبهر و المفتون بظله و صياحه و مدعياً النصر.

لعل النصر الأكبر الذي حققه هو رفع ملفه الشخصي إلى الواجهة.

ولاؤنا لسوريا و ليس لأي شخص أو حزب أو مرسوم و لن نصدر أحكاماً على التعديلات المزعومة للمرسوم ١٦ قبل قراءتها. أما آراء نبيل صالح فمبنية على أكاذيب و أوهام و تشنجات و حرطقات معدومة الأساس و مشبوهة الأهداف.
فلأقلها بصراحة للسيد نبيل صالح. أنه اليوم بنظري شخصاً مشبوه الأهداف حتى يثبت العكس، و العبء عليك سيد صالح لتثبت العكس، فجل ما قمت به حتى الساعة هو التحريض ضد قرارات الحكومة التي وضعنا ثقتنا وراءها و انتصرنا تحت قيادتها الحكيمة.

يقول البعض أن تحذيراتي مبالِغة. حسناً. إسمحوا لي بعرض هذا السيناريو المفترض. لو دعى نبيل صالح أتباعه للنزول إلى الشارع مطالبين "بالإصلاح"، فهل من المستبعد أن تقوم الجهات التخريبية المغرضة بإطلاق النار على المتظاهرين و اتهام الدولة بذلك؟ و هل نسيتم الشرارة الأولى في درعا؟

ولندع النفاق جانباً. فلا يحتاج المواطن أن يكون عبقرياً ليرى أن كلام صالح عن الرئيس الأسد هو بمثابة عشرة ضربات على الحافر و ضربة على المسمار. فهل أن نبيل صالح يجهز نفسه لأهداف لا يريد البوح بها؟ هل هو بصدد تمشيط لحيته للرئاسة؟ باب الرئاسة مفتوح لكل المواطنين و الترشيح ضد الرئيس الأسد حق ديموقراطي. ولكن التواطؤ و التآمر و الكذب على الشعب و الغدر و العمل مع السفارات الغربية و المتدخلين الغربيين ليس بالمقبول. يحق لنا التساؤل لأن أعمال السيد صالح و أساليبه تحمل بوضوح بصمات ثورات سوروس الملونة.


No comments:

Post a Comment